ارتفعت أسعار الفضة بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية، مدعومة بارتفاعات الذهب وتراجع الدولار وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي، وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن» Safe Haven Hub
وأوضح التقرير ، أن أسعار الفضة بالأسواق المحلية ارتفعت بقيمة 0.75 جنيه، خلال تعاملات اليوم، ليسجل سعر جرام الفضة عيار 800 مستوى 48 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بقيمة 0.70 دولار، لتسجل مستوى 32.62 دولارًا.
وأضاف، أن سعر جرام الفضة عيار 999 سجل 60 جنيهًا، وسجل سعر جرام الفضة عيار 925 نحو 55.50 جنيه، في حين سجل الجنيه الفضة ( عيار 925) مستوى 444 جنيهًا.
في ظل ارتفاعات الأسعار المستمرة وتراجع القدرة الشرائية للمصريين، بات شراء الذهب حلمًا بعيد المنال لكثير من صغار المدخرين، ومع تجاوز سعر كيلو الذهب حاجز 4.8 مليون جنيه، لم تعد فكرة الادخار بالذهب في متناول الطبقة المتوسطة، فضلًا عن أصحاب الدخل المحدود.
لكن بينما يتسلّط الضوء على المعدن الأصفر، فإن الفضة، التي طالما عُرفت بـ”ذهب الفقراء”، تقدم اليوم نفسها بديلاً استراتيجيًا أكثر مرونة وملاءمة لظروف شريحة كبيرة من المصريين.
زكاة المال.. لماذا تميل الكفّة لصالح الفضة؟
تُعد الزكاة أحد أهم الاعتبارات الشرعية عند الحديث عن اقتناء المعادن، لا سيما عند جمهور كبير من المدخرين المتدينين. وهنا يظهر تباين لافت، حيث أن نصاب زكاة الذهب يمثل 86 جرامًا من عيار 24، في حين أن نصاب زكاة الفضة يمثل 595 جرامًا من عيار 999
ومن ثم يمكن للشخص أن يمتلك ما يصل إلى 594 جرامًا من الفضة دون أن تجب عليه الزكاة، بينما تتطلب زكاة الذهب عند امتلاك 86 جرامًا فقط، والأهم أن زكاة كيلو الذهب تعادل تقريبًا 192 ألف جنيه، وهي قيمة تمثّل عبئًا ماليًا ثقيلًا، في حين أن زكاة كيلو الفضة لا تتجاوز 2400 جنيه فقط.
وهو ما يجعل الفضة، من الناحية، خيارًا أكثر ملاءمة ومرونة، خاصة لصغار المستثمرين الذين يسعون للادخار دون التعرّض لأعباء زكوية كبيرة
ربحية محتملة.. واستثمار طويل الأجل
رغم أن الذهب يحقق أرباحًا سريعة عند ارتفاع الأسعار، فإن خبراء الاقتصاد يرون أن الفضة تملك هامش ربح مستقبليًا أعلى نسبيًا، نظرًا لانخفاض سعرها الحالي مقارنة بالذهب، ويرى بعض المحللين أن الفضة تمرّ بدورة سعرية منخفضة حاليًا، ما يجعلها فرصة جيدة للشراء، خاصة لمن يخططون للادخار على المدى المتوسط أو الطويل.
رأي الفقهاء والاقتصاديين
يقول الدكتور خالد يوسف، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، الفضة كانت وما تزال وسيلة ادخار مشروعة ومنسية.. زكاتها قليلة، ويمكن لصاحب الدخل البسيط اقتناؤها وتداولها بسهولة، في ظل ارتفاع الذهب، لا بد من إعادة النظر في الفضة كأداة استثمار مجتمعي رشيد.”
في المقابل، يؤكد المحللون ما يميز الفضة اليوم هو أنها أداة حماية للقيمة وسهلة التداول.. وهي أفضل وسيلة للدخول إلى عالم المعادن الثمينة دون مخاطر الذهب العالية.”
في خضم السباق وراء الذهب، يغفل كثيرون أن الفضة قد تكون الحل العملي والأكثر واقعية لحفظ مدخراتهم، فهي، أرخص سعرًا، أقل زكاةً، وأسهل تداولًا واقتناءً، وتملك هامشًا صاعدًا من الربحية المحتملة.
قد لا تُنافس الذهب، لكنها تتفوّق عليه في الوصولية والمرونة، خاصة في أوقات الضيق، الفضة اليوم ليست مجرد معدن ثمين.. إنها خيار استراتيجي لادخار آمن ومستدام.
الأسواق العالمية
شهد سوق الفضة ارتفاعًا حادًا في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد أن ظلّ لفترة من الوقت محصورًا في نطاق ضيق، لذا، من المنطقي أن نشهد بعض التذبذب. يُعدّ مستوى 33 دولارًا للأوقية نقطة جذب للسعر.
يشير كارستن فريتش، محلل السلع في كومرتس بنك، إلى أن أسعار الفضة ارتفعت في البداية بعد إعلان الرسوم الجمركية أمس، ولكنها تعرضت أيضًا لضغوط في أعقاب الذهب.
“على الرغم من أن خسائر الفضة كانت أقل بقليل من الذهب، إلا أن تطور الأسعار لا يزال مخيباً للآمال، كان من المفترض أن يؤدي تخفيف حدة النزاع التجاري إلى ارتفاع الأسعار، ففي النهاية، أثّر التصعيد السابق في الرسوم الجمركية على أسعارها.
“لا تزال نسبة الذهب إلى الفضة مرتفعة للغاية عند أقل بقليل من 100، من الواضح أن الشكوك لا تزال قائمة حول إمكانية التوصل إلى حل دائم للصراع الجمركي.”