خبراء: التحول للاقتصاد الأخضر ليس رفاهية.. ومصر تسعى لمواكبة العالم

كتبت: علا الحوفي

الوظيفة الخضراء هي كل وظيفة صديقة للبيئة ليس فقط في مجال التكنولوجيا لكن في كافة المجالات، فكل وظيفة يمكن تحويلها لتصبح وظيفة خضراء.

وتحاول مصر أن تقفز في مجال الطاقة الشمسية؛ لتكون المنقذ الوحيد لتوليد الكهرباء في أفريقيا؛ مما يتيح لمصر زيادة الاستثمارات وإتاحة مئات الآلاف من فرص العمل في مجال صناعة التكنولوجيا والعمل على تنفيذ عدد كبير من محطات الطاقة الشمسية، وإن لم تلحق مصر ذلك القفزة ستتمكن الشركات الكبرى من انتهاز تلك الفرصة.

كان ذلك محور ما جاء في نقاشات “المنتدي القومي لمستقبل العمل في مصر”، حيث أشار الخبراء المتحدثين أنه مع حلول عام 2026 ستجعل أوروبا من البصمة الكربونية لكل منتج أمرًا إجباريًا، ومن هنا جاءت الإشادة بأهمية سوق الكربون، فالهدف من خلق سوق الكربون هو محاولة لتقنين كل الغازات التي تسبب في الاحتباس الحراري وعلى رأسهم الكربون لتشجيع الاستثمارات للتقليل من حدة الانبعاثات والتحول نحو الأخضر.

الفقدان بسبب التغير المناخي لابد منه، والعديد من المجالات مهددة

 

وخلال نقاشات المنتدى؛ أشارت غادة برسوم، رئيسة قسم السياسات العامة والإدارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلي أن تحول الصناعات إلي صناعات خضراء من شأنه أن يقلص صناعات، ويخلق صناعات خاصة في مجالي الزراعة والطاقة المتجددة.

ضرورة التحول نحو الأخضر في الزراعة

وأضافت الدكتورة غادة أن الصناعات التحويلية ستفقد مليون وظيفة حسب تهكن الخبراء، بينما مع تحولها للأخضر ستزيد 600 ألف وظيفة مضيفة أن الزراعة تفقد ٤٠٠ ألف وظيفة بينما تحولها للأخضر يكسبها ٣٠٠ ألف وظيفة، علاوة على وجود زراعات ستخسر مع التحول للأخضر، مثل الأرز ويليه الحبوب والبقوليات والبنجر لصناعة السكر، ورجعت برسوم سبب ذلك إلي أن مصر تصنف أنها تفتقر للمياه، ومياه الزراعة في مصر يمثل ٨٢% من مياه مصر، مما يشكل ضرورة لتحويل الزراعة للأخضر عن طريق إعادة استخدام مياه الري والصرف.

وأشارت إلى أن قطاع الزراعة يفقد وظائف حيث القوي العاملة في الزراعة في عام ٢٠٢٢ يمثل ١٨% فقط، وهذه نسبة متراجعة مما تجعل خلق وظائف خضراء في الزراعة ضرورة، وأضافت ” لم تعد الزراعة خبرة فطرية، فهناك تقنيات للتعامل مع البذور وتقلبات المناخ وخصوبة التربة والآفات الزراعية “.

 اندثار صناعات هامة.

وبالنسبة للصناعة، أكدت برسوم علي أن مصر ذات ميزة تنافسية في الطاقة المتجددة، من خلال التوسع في مجال الصناعة التحويلية، مضيفة :” هناك صناعات ستختفي في قطاع الورق ومنتجاته وصناعة الأثاث و قطاع الملابس الجاهزة ” .

التعليم الفني هو المستقبل

أشار الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أنه لابد من كسر الحاجز الثقافي للتعليم الفني والنظرة الدونية له؛ لأنه هو المستقبل القادم، مشيرًا إلي أن منصة البيانات رصدت الاحتياج الشديد للمهن المختلفة من قطاعات التعليم الفني لريادة الأعمال.

وقال مجاهد: “نعمل على تطوير محتوى مناهج التعليم الفني ومهاراته لمواكبة سوق العمل”.

ضرورة تحفيز الشركات

وأشارت د. غادة برسوم رئيسة قسم السياسات العامة والإدارة بالجامعة الامريكية بالقاهرة، أن تطبيق القواعد البيئية مع الالتزام بها؛ يجعل الاحتياج للوظائف الخضراء طبيعة ملحة، ومشددة على ضرورة تحفيز الشركات لتبني القواعد البيئية ومحاولة لإدارة الكربون لتخفيف انبعاثاته.

تقنيات زراعية حديثة

وأضافت برسوم أن مجال الزراعة يتحول للأخضر عن طريق سياسات موجهة والتركيز علي قنوات نقل المعرفة للفئات المهمشة وتفعيل الزراعة الذكية من خلال تقنيات البذور وإدارة المياه وإعادة استخدامها وادارة التربة مضيفة أن ” الزراعة لم تعد خبرة فطرية، فهناك تقنيات للتعامل مع البذور وتقلبات المناخ وخصوبة التربة والآفات الزراعية “.

محاصيل زراعية أون لاين

وقالت رئيسة قسم السياسات العامة والإدارة بالجامعة الامريكية أنه لابد من الاعتراف بدور المرأة في الزراعة قائلة ” فلا يوجد حيازة زراعية للمرأة ”

و أكدت برسوم علي ضرورة استخدام التقنيات التكنولوجية في التنبؤ بالمناخ ودرجات الحرارة وبيع المحاصيل الزراعية ” اون لاين “.

وأشارت برسوم إلي أن سوق الكربون أيضا من شأنه تشجيع القطاعات لزيادة العمالة بعد التدريب لبناء القدرات للتكيف مع تحول العالم للأخضر والوصول لتفعيل البصمة الكربونية على جميع المنتجات.